يعتبر مفصل الركبة واحدا من أهم المفاصل في جسم الإنسان, ليس فقط بسبب حجمه ولكن نظراً لأهميته في حركة الرجل بصفة خاصة وحركة الجسم بصفة عامة كما أنه يتحمل جزءا كبيرا من ثقل الجسم وأوزانه.
ويتكون مفصل الربكة من ثلاثة أجزاء عظمية ,,, أولها أسفل عظمة الفخذ وثانيهما أعلى عظمة الضنبوب وثالثها صابونة الركبة وتغطي تلك العظام غضاريف ناعمة تجعل المفصل انسيابياً في حركته وتمنع تآكل العظام, وبداخل المفصل غضروفان هلاليان ورباطان متصالبان يساعدان المفصل مع العضلات والأربطة الخارجية على ثبات المفصل عند السكون والحركة وتحمل وزن الجسم بصفة كبيرة.
ونظراً لشكل ووظيفة الركبة (من تحمل أوزان الجسم) وكونها مفصلا سطحيا فيكثر إصابتها مما يساعد على بداية التآكل في هذا المفصل وغالباً تكون هناك عوامل مساعدة لاحتكاك المفصل منها إصابات الأربطة والغضاريف، التهابات المفاصل وزيادة الوزن وغيرها ولكن في بعض الأحيان يكون السبب غير معروف خصوصا إذا كان الاحتكاك في كل الركبتين.
ويعتقد أن سبب بداية المرض (غير المعروف المسبب) يبدأ بعطب في الغضروف المبطن لأحد عناصر عظمة الركبة بسبب ميكانيكية الرجل تزيد تمركز الضغط في الجزء الداخلي للركبة (الأنسى) مما يجعل البداية غالباً فيه.
وعادة يكون المريض فوق سن الخمسين بالنسبة للرجال وفوق سن الأربعين بالنسبة للنساء ويكون الاحتكاك غالباً في الركبتين إذا كان الاحتكاك غير معروف السبب كما أنه يكثر في ذوي الأوزان الثقيلة.
وأعراض الإصابة به هو الم في الركبة كلها أو في الجزء الأمامي منها خصوصا عند استخدام المفصل في الجري أو صعود ونزول الدرج مع وجود بعض الأصوات الاحتكاكية في المفصل.
وعند الفحص تكون بعض عضلات الركبة ضامرة نوعاً ما خصوصا العضلة الأساسية (ذات الرؤوس الأربعة) مع وجود بعض السوائل في الركبة وعدم القدرة على تحريك المفصل بكامله وربما وجود بعض الارتخاءات في الأربطة الجانبية وتغير مسار الساق.
وعند إجراء الأشعة نجد أن هناك ضيقا في مفصل الركبة خاصة في الجزء المصاب منها مع وجود بعض الزوائد العظمية وتكون بعض الحوصلات العظمية.
طرق العلاج
هناك طريقتان:
الطريقة الأولى علاج تحفظي والطريقة الثانية علاج جراحي ويتوقف اختيار أي منهما على عمر المريض وحالته العامة ومدى استفحال الإصابة ووظيفته المستقبلية.
أولاً: العلاج التحفظي:
1 - وذلك في بدايات المرض فيبدأ بتقوية العضلات المحيطة بالمفصل وخاصة الأمامية والخلفية مع بعض الكمادات الساخنة والذبذبات من أجل تخفيف حدة الالم وزيادة حركة المفصل,,, وفي نفس الوقت يعطي المريض بعض المسكنات وأربطة ضاغطة لاعطاء الركبة بعض الثبات وأيضاً ينصح باستخدام العصا التي تساعد على تقليل الوزن على الركبة ومن ثم يخف الألم.
2 - اعطاء بعض الحقن في نفس المفصل مثل عقار ستيرويد الذي غالباً مايزيل الألم ولكن في نفس الوقت يعتبر حلاً مؤقتاً ربما لمدة أشهر وبصفة عامة لاينصح باعطاء هذه الحقن باستمرار لأنها قد تسبب زيادة في الاحتكاك,,,, وربما تكون حلاً مناسباً لشريحة من المرضى الذين يرفضون العلاج الجراحي أو يريدون تأجيلها لبعض الوقت.
ثانياً: علاج جراحي:
ويتم اختيار هذا النوع من العلاج متى ما استفحل المرض وتضاعفت الآلام واصبحت تعطل حياة الشخص الطبيعية أو إذا كان هناك عدم ثبات في الركبة نلجأ للحلول الجراحية ومنها .
1 - غسيل المفصل وذلك من خلال المنظار ويتم ازالة الزوائد العظمية والتآكلات وبغسيل المفصل يتم التخلص من الشوائب والانزيمات مما يساعده على تخفيف حدة الألم وهذه الطريقة عادة تعطى راحة للمريض لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى ثلاث سنوات ولكنها ليست كفيلة بحل المشكلة الأساسية.
2- عندما يكون الاحتكاك في جزء واحد من المفصل مثل الجزء الداخلي نظراً لشيوع الاحتكاك فيه فيتم عمل عملية جراحية لمحاولة معادلة الضغط على الركبة وذلك بأخذ من أعلى عظمة الضنبوب على شكل مثلث قاعدته في الجزء الخارجي للعظمة ورأسه في الجزء الداخلي ثم يتم التعديل وبذلك يتساوى الضغط في أجزاء الركبة,,,, وتعتبر هذه العملية من أكثر العمليات شيوعاً وربما نجاحاً وخاصة عند بداية الاحتكاك وغالباً ما تجرى هذه العملية مابين سن الأربعين والستين.
3- إزالة صابونة الركبة وهذه العملية ليست شائعة أبداً وتتم فقط عندما يكون الاحتكاك أسفل عظمة الركبة فقط ولكنها عملية لاتخلو من المضاعفات التي تجعل الجراح يفكر كثيراً قبل إجرائها خاصة مع وجود طرق العلاج الأخرى.
4- تغيير مفصل الركبة جزئياً أو كلياً وعادة تتم لكبار السن وعندما تكون جميع أجزاء المفصل مصابة بالاحتكاك الشديد فيتم تغيير المفصل بمفصل صناعي مما يعطي المريض مفصلاً بدون ألم وكثيرا من الحركة ولكن صالحية هذا المفصل ستتراوح مابين (10 إلى 15 عاماً) ثم يتم تجديده.
تحيايت للجمــيع